العيارين والإعلام- حدود الفكاهة في العصر التنويري

المؤلف: أحمد الشمراني11.26.2025
العيارين والإعلام- حدود الفكاهة في العصر التنويري

• يلاحظ المرء بجلاء أن من يُطلق عليهم "المُضحكون" في بعض الأوساط، يتميزون بقدرتهم الفائقة على جذب الأنظار وإضفاء البهجة على المجالس، فيكتسبون مكانتهم من خلال الاهتمام الزائل الذي يحظون به في "الجمعات" التي يُدعون إليها خصيصًا لهذا الغرض، سرعان ما يختفون حتى يُطلب حضورهم مرة أخرى لإمتاع الحاضرين، وذلك لقاء أجر معلوم. وإذا طُلب منهم توجيه سهام سخريتهم إلى شخص معين، أي شخص كان، فإنهم لا يترددون في ذلك، لأنه مصدر رزقهم، ودائمًا ما يرددون عبارة: "تراه مزاحًا"، قاصدين بذلك:

‏لا داعي للضغائن.

‏• بصدق، أنظر إليهم من هذا المنظور، ولا أحمل لهم أي مشاعر سلبية، فهم مسلون ومضحكون في بعض الأحيان، ولكن عندما أعتبرهم إعلاميين بجدية، فإن ذلك لا يعد ذنبهم، بل خطأي وسوء تقديري. فكأنني أقول: "دعه وشأنه، فهو ليس بكامل قواه العقلية".

• بهذه الكلمات أرسل إليّ الصديق ماجد زيدان عبر منصة (إكس)، وهو من أشاركه في كثير من الأحيان مرارة تعب الأهلي.

• أراد ماجد من خلال منشوره هذا أن يخفف من غضبي تجاه ما تفوه به أحد هؤلاء "المُضحكين" بحق النادي الأهلي عبر نافذة إعلامية، وهي تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية جراء نقل وترديد ما يُقال في المجالس من نكات مدفوعة الثمن.

• ولهذا يا ماجد، وضعت كل ما حدث في إطاره الصحيح، لعلي أساهم في منع هؤلاء من تصدير ثقافتهم إلى وسائل الإعلام.

• وأقول "ثقافتهم" من باب أخذ الحيطة والحذر ليس إلا.

• نحن يا ماجد، نعيش في عصر التنوير، وعلينا أن نحميه من أمثال هؤلاء "المُضحكين" ومن يدعمونهم في اعتلاء منابر لا يستحقونها.

• فمن يبيع نفسه بثمن زهيد لا يمكن أن يكون نظيرًا لأصغر مشجع رياضي.

• لا أنتقص إطلاقًا من قيمة مهنة من يقدم لنا الضحك في المجالس الخاصة، ولكني آمل ألا يتم نقل ذلك إلى وسائل الإعلام إلا من خلال برامج متخصصة تحمل عنوانًا مثل: "اضحك من قلبك..." أو ما شابه ذلك، مع بعض التعديل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة